طيب سانتو

هل يمكنك إخبارنا عن اللحظة التي أدركت فيها رغبتك في العمل في مجال الموسيقى؟

لقد بدأتُ بموسيقى الراب عندما كنت صغيراً، لكن لم ألاحظ مدى نمو موسيقى الهيب هوب في دول مجلس التعاون الخليجي إلا بعد عودتي من ماليزيا في عام 2016 بعد حصولي على درجة البكالوريوس. كان الجميع يستخدمون يوتيوب، وكانت الأرقام أعلى بكثير من السابق، خاصة بالنسبة للفنانين الذين يقدمون موسيقى تحت الأرض Underground artist. هذا أعطاني الأمل بمستقبل أفضل في الهيب هوب. ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول أن أترك بصمتي في ساحة الهيب هوب على المستويين المحلي والإقليمي.

كيف تصفين الموسيقى التي تصنعها؟

أصف موسيقاي بأنها غير متوقعة، وتجريبية، وتبعث على الحنين، ومضحكة، وحيوية. أنا أسعى لشق طريقي الخاص والتركيز على أجواء معينة، وهو ما أعتقد أنه التحدي الأكبر بالنسبة للفنان. من أجل التقدم والوصول إلى آفاق جديدة، أعرف أنه يجب عليّ تطوير صوتي بذكاء.

لقد كان اكتشاف هويتي الموسيقية في الإمارات العربية المتحدة أمراً صعباً. أنا جزائري، ولكني نشأت في الشارقة، وعشت في ماليزيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة أثناء دراستي. تعكس موسيقاي هذه الخلفية المتنوعة، حيث أعزف موسيقى الراب باللهجات الإماراتية والدارجة واللهجات العربية الكلاسيكية. إنه مزيج من الثقافات واللغات التي أفخر بحملها معي، وهو ما يمثلني كشخص، ويمثل جوهر دولة الإمارات العربية المتحدة.

ما هي العناصر الأساسية التي تدفعك إلى الاستمرار في صناعة الموسيقى؟

ما يجعلني أستمر في الموسيقى هو شغفي بها وحقيقة أنني أستطيع كسب عيشي من خلال القيام بما أحبه. لقد أخذتني الموسيقى إلى أماكن وعرّفتني على أشخاص لم أتخيل قط أن ألتقي بهم، وأنا ممتن لذلك حقاً. إنها تمنحني القوة وتعزز ثقتي لأنها الشيء الذي أجيده وأتحسن فيه دائماً.

إن التعبير عن تفردي وشخصيتي من خلال الموسيقى هو أكثر ما يبهرني. في المكان الذي أتيت منه، شكك الكثيرون في إمكانية جعل الموسيقى مهنة، ولكن الآن، بسبب موهبتي وطاقتي، يحترم الناس ما أقوم به ويظهرون حبهم له. من المذهل أن أرى إلى أي مدى وصلت.

برأيك ما هي أهم لحظة في مسيرتك المهنية حتى الآن؟

لقد مررت بالعديد من التجارب التي ساهمت في الوصول إلى ما أنا عليه اليوم، ولكن أبرز ما حدث مؤخراً هو تعاوني مع شركة "du" في مشروع تجاري. لقد كانت لحظة فخر بالنسبة لي أن أرى تحول موسيقى الهيب هوب الإماراتي من موسيقى تحت الأرض إلى طابع منتشر، وأن أقوم بتأليف أغنية لشركة بارزة في الإمارات العربية المتحدة مثل "du"، لقد تشرفت بذلك حقاً.

أخبرنا عن عمليتك الإبداعية عند الكتابة أو صناعة الموسيقى؟ هل كان الأمر نفسه دائمًا؟

عادةً ما تبدأ العملية الإبداعية بالبحث عن الإيقاعات، ثم التحرك بحرية والغمغمة عليها حتى أتمكن من التقاطها. بمجرد أن أصل إلى هنا، أبدأ في هيكلة الأغنية وفي النهاية أتوجه إلى استوديو صديقي سيف في عجمان لوضع المقطوعات الموسيقية.

عندما يتعلق الأمر بكتابة كلمات الأغاني، أحب تغيير بيئتي. كنت أكتب في غرفتي، أو أتمشى على الشاطئ، أو أقود سيارتي، أو أتجول في الحي. أقضي معظم وقتي في الكتابة.

في بعض الأحيان، يتبادر إلى ذهني سطر عشوائي، وأقوم بتدوينه في ملاحظاتي لاستخدامه لاحقاً.

أخبرنا عن أحدث إصداراتك "أمورك طيبة"

طلبت مني شركة "du" تأليف أغنية راب تجسد عبارة "أمورك طيبة". لتبديل الأمور، اخترت نغمة "بوم باب"، وقمت بصياغة كلمات بسيطة وجذابة، وأضفت نغمة تبقى في الذاكرة.

بعد إرسال المسودة الأولى، أحبوها، والباقي معروف.

ما هو الفيديو الموسيقي المفضل لديك للعمل عليه ولماذا؟

أود أن أقول إن أغنية "مجانين" هي واحدة من الأعمال المفضلة بالنسبة لي. لقد تعاونت مع المخرج مارك عيسى في هذا الأمر. أرسلت له الأغنية عبر الواتساب، واتصل بي على الفور وأخبرني أنه يتعين علينا تصويرها بمجرد عودتي إلى المدينة.

في ذلك الوقت، كنت أدرس في إنجلترا، ولكن كان من المقرر أن أزور عائلتي في الإمارات العربية المتحدة لمدة أسبوع. لقد خططنا للتصوير دون أي ميزانية، بل مجرد شغف خالص. سافرت بالسيارة من الشارقة إلى أبوظبي، وقام مارك بجمع فريق من الأصدقاء لمساعدتنا. لقد كان يوماً طويلاً، ولكنه كان مثمراً!

ما الذي يجعل موسيقاك مختلفة عن أقرانك الموسيقيين؟

أعتقد أن ما يميزني عن غيري هو اختياري للإيقاعات المتنوعة، وعمق كلماتي، والطاقة التي أحملها. تساهم جذوري التي تعود إلى شمال إفريقيا أيضاً بدور كبير في تشكيل وصياغة الموسيقى التي أقدمها. إن نشأتي ومتابعتي لمجموعة واسعة من الأنماط الموسيقية ساهم في بناء شخصيتي، ليس كفنان فقط، وإنما من ناحية أسلوب التفكير. أعتقد أن هذا ما يجعلني أتميز عن مغني الراب الآخرين.

ما الذي يمكن أن يتوقعه المعجبون والمتابعون عند حضور عروضك؟

تدور عروضي كلها حول جلب طاقة ممتعة عالية ولحظات غير متوقعة إلى المسرح. صديقي المفضل، ماكسي زي، هو أيضاً مغني راب ويقدم عروضه منذ سنوات. إنه يعلمني دائماً أساليب جديدة لإضفاء التشويق على عروضنا، وكلما نصعد المسرح معاً، نرفع مستوى أداءنا.

إذا كان بإمكانك اختيار أي بلد لتؤدي فيه بعد ذلك، أي بلد ستختار ولماذا؟

لقد وضعت نصب عيني تقديم العروض في المملكة العربية السعودية نظراً لوجود جمهور شبابي نابض بالحياة ومتعطش للعروض، وهو ما يتوافق تماماً مع نوع الموسيقى التي أصنعها وأؤديها. لقد نشأت أيضاً وأنا أتابع مشهد الهيب هوب السعودي، لذلك فهو مكان له تأثير خاص على موسيقاي.